هل أنت ذكي أم موهوب ؟ | حبه علم

هل الذكاء نوع واحد ام عدة انواع و ما هي هذه الانواع

لسنوات طوال ظللنا نتكلم عن الذكاء و الاذكياء واذا أردنا أن نطلق على شخص أنه سريع البديهه ممكن أن نطلق عليه ذكي أو نقول (اينشتاين)
نسبة الى العالم الكبير ألبرت اينشتاين , على الرغم أن عالم الكهرباء الفذ (نيكولا تسلا) أذكى منه
الا أن أينشتاين نال الحظ الاوفر من الشهره كما انه أحيانا يتم ربط الذكاء بالدرجات و التقدير الدراسي.

وعلى الجانب الاخر من الذكاء اذا ظهرت لشخص ميول موسيقيه أو فنيه أو أبدى مهاره في ممارسه لعبة رياضيه أطلقنا عليه لقب موهوب و للأسف بسبب بعض ممارسات الوالدين يتم قتل هذه المهاره ف الاطفال و مطالبتهم بالانخراط في السلك التقليدي الجلوس على الكتب و الحصول على درجات مرتفعه و عدم الالتفات لهذه المهارات الا في أوقات العطلات فقط ولكن هل هذه المهارات لها علاقه بالذكاء من قريب او من بعيد ؟.

والذكاء كما عرفه ابن القيم هو (الفطنه و سرعه الفهم) , وأذكياء العرب أربعه سيدنا عمرو بن العاص و معاويه بن ابي سفيان و زياد بن سفيان بن ابيه و المغيره بن شعبه, وكان سيدنا عمر بن الخطاب اذا راى شخص قليل الفهم قال له سبحااان الذي خلقك و خلق عمرو بن العاص .

و علميا أثبت أن الذكاء وراثي ويكون من ناحية الام أكثر لذلك اذا أردت أبناء أذكياء فأختر لهم أم ذكيه.

و في علم النفس لا يوجد تعريف محدد متفق عليه من قبل العلماء للذكاء و لكن اتفقوا على بعض المفاهيم انه (القدرة العقليه على التفكير و مجموعه المعارف و المهارات التي يستخدمها الدماغ لحل المشاكل و التكيف معها في ظروف مختلفه).

و ادراك حاصل الذكاء ظهر منذ ما يقل عن 100 سنه مثل انتفاض الركبه و كلما كانت استجابتك أسرع كلما كنت ذكي ,و أيضا قياس النتوءات في الدماغ.

و قياس الذكاء ظهر بوسائل علميه في القرن العشرين و أول عالم توصل لها هو العالم (ألفريد بينيه )و اشتملت على اختبارات عدديه و لفظيه قياسيه.

و في سبعينيات القرن الماضي ظهر اتجاه جديد من التفكير الى أن الذكاء ليس نوع واحد فقط و انما انواع مختلفه من الذكاءات و اشهر نظريتين هما نظرية (الذكاء المتعدد) لهاورد جاردنر و نظرية( الذكاء الثلاثي) ل روبرت شتيرنبرج.

و في هذا الموضوع سنكتفي فقط بالاشاره فقط الى نظرية الذكاء المتعدد و هي ان الذكاء ليس نوع واحد فقط و انما 9 انواع و في كتب اخرى ذكر انهم 10 انواع

اولهم :الذكاء الابداعي والابداع هو الاتيان بجديد أو التعديل على فكره بنسبة 15% منها يتم تسجيل براءه اختراع له و هو يتطلب ان يكون لدى الانسان مرونه فكريه و ان ترى الاشياء من وجهات نظر مختلفه و القدره على اعادة طرح الافكار القديمه بطريقه جديده

2- الذكاء الشخصي :وهذا النوع يدور اساسا حول فهم الذات و عن امتلاك نموذج جديد و صادق لنفسك و عندها يكون لديك مستوى عال من الذكاء و تلخصه في الجملة الاتيه( اعرف نفسك ) و يقول الامام علي بن ابي طالب رحم الله امرؤا عرف قدر نفسه

واورد عالم النفس كارل يونج طريقه لفهم الذات في العباره الاتيه (ما يغضبنا في الاخرين يمكن ان يقودنا الى فهم انفسنا)

3- الذكاء اللغوي : و يتضمن التمكن من مهارة فهم اللغه من خلال القراءه و الاستماع و المسؤل عنها منطقة( فيرنك) الموجوده بالفص الصدغي بجوار منطقه السمع و يتضمن كذلك مهارة انتاج اللغه من خلال الكتابه و الكلام و مركزها منطقه بروكا التي تقع في الفص الامامي من النصف الايسر من المخ .

4-الذكاء المنطقي (الرياضي) : يتضمن التفكير المنطقي و ادراك الانماط المشتركه و الاستدلال و الربط بين العناصر و التعامل مع الارقام و اتمام العمليات الرياضيه.

و الذكاء اللغوي و الرياضي أساسيان لاداء اختبارات التحصيل المدرسي و اختبارات الذكاء التقليديه

5- الذكاء البصري : و هو يمكنك من تحديد الابعاد الثلاثه في الفراغ و قراءه الخرائط فهو ضروري للملاحين الجويين و البحريين و الجراحين و ممارسي الفنون البصريه كالرسم و النحت و أيضا للاعبي قطع الشطرنج المحترفين و مكانه في الفص الخلفي الايمن من المخ , و هذا النوع من الذكاء أقل في المرأه من الرجل لأسباب تطوريه .

6- الذكاء الموسيقي: يتضمن التمكن من ممارسة الغناء و العزف و التاليف و الموسيقى و كذلك فهم المهارات و الاستماع و مركز هذا الذكاء في النصف الايمن من المخ و ان كان غير محدد بشكل دقيق .

7- الذكاء الجسمي او الحركي: يتضمن التمكن من استخدام الجسم أو أجزاء منه لاداء عمل معين كالتمثيل و رقص الباليه و النشاط الرياضي ككرة القدم و مركز هذا الذكاء في المنطقه الحركيه في مؤخرة الفص الامامي في النصفين الكرووين للمخ

8-ذكاء العلاقه مع الاخرين : يتضمن التمكن من التعرف على المشاعر و دوافع ونوايا الاخرين و التعامل معهم ,وغالبا ما يتمتع بهذا النوع من الذكاء الناجحون من السياسيين و مديري الاعلانات و محترفي التسويق و المعالجين النفسيين .

9-الذكاء الروحي : و يتضمن الاهتمام بالدنيا و بالقضايا والمفاهيم فوق الحسيه و بالاسئله الاساسيه عن الوجود الانساني .

وعلى هذا فكل انسان منا له نوع معين من الذكاء و مهمتنا البحث عنه و تنميته و تطويره وعدم مطالبه الاخرين بأن يكون لهم نفس نوع ذكائنا لان البشر من المفروض أن يكونوا مختلفين , كذلك عدم ارهاق الاطفال ومطالبتهم بان يحصلوا على درجات عليا في المواد التي لها علاقه بالذكاء الرياضي و اللغوي في حين ان الطفل ذكاؤه بصري او موسيقي والمطالبه بالحصول على الدرجات لتجتاز هذه الماده في حين التركيز على مجال الذكاء الاساسي و تنميته و تطويره.
أحمد عبدالوهاب
باحث و مدرب ادارة الاعمال و تطوير الذات